Pages

Tuesday, October 6, 2015

What Is Wrong With 120 Moderate Ulema's 'Open Letter to 'Khalifa' Abu Bakr Al-Baghdadi? ما هو الخطأ مع الرسالة المفتوحة إلى البغدادي ولماذا لا تنجح؟ هذه الفتوى المعتدلة لا تترك أي ساق يقف عليها الإسلام المعتدل




سلطان شاهين، رئيس التحرير لنيو إيج إسلام
(ترجمه من الإنجلزية: نيو إيج إسلام)
05 أكتوبر عام 2015
 وحاليا ما لا يقل عن 120 عالم من علماء الدين الإسلامي من جميع أنحاء العالم أرسلوا رسالة مفتوحة إلى ما يسمى الخليفة "أبو بكر البغدادي".
وهذه الرسالة كانت في أكثر من 14000 كلمة. هذه الفتوى تدين البغدادي وأعماله الوحشية. ولكن، الأهم من ذلك، فإن هذه الرسالة المفتوحة تظهر أيضا ما هو الخطأ مع المسلمين المعتدلين في الظرف الحالي. لماذا لا تعمل النصائح المعتدلة وولماذا يهرب أطفالنا إلى داعش ومراكز إرهابية أخرى. في الواقع، هذه الفتوى المعتدلة لا تترك أي ساق ليقف الإسلام المعتدل عليها. إنها تتحدث عن الأشياء التي يمكن أن يستولى عليها المدافعون من الأيديولوجيات العنيفة فيستخدموها لزيادة تبرير لاهوتها. على سبيل المثال:
"وسبب هذا هو أن جميع ما جاء في القرآن حق وكل ما جاء في الحديث الصحيح وحي..."
هذا ما اتفق عليه علماء الاعتدال أن المنظرين الإرهابيين يتم تبريرهم في استخدام الآيات السياقية والآراء المتطرفة في الحديث المنسوب إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) كأدوات تجارتهم الإرهابية. بعد كل شيء، فإنه بالضبط حجتهم. لا فرق بين القرآن والحديث، كل منهما وحي من الله تعالى. آية القرآن الكريم جيدة مثل الأخرى. وحديث النبي عليه السلام جيد مثل الحديث الآخر. كل منهما غير قابل للتغيير فعالمي وتوجيه أبدي لجميع الوقت في المستقبل.
كما في الفصل الثالث عشر من الرسالة المفتوحة - الإكراه – تقول الفتوى المعتدلة: "من المعلوم أن آية "لا إكراه في الدين" نزلت بعد فتح مكة ، فلا يستطيع أحد أن يقول بأنها منسوخة". ثم تدين الفتوى البغدادي لاستخدام الإكراه. ولكن الشيء المهم هو أنه حتى الفتوى المعتدلة قد وافقت على الفكرة الأساسية للبغدادي وغيره من الإرهابيين أن الآيات المكية السلمية التي نزلت قبل فتح مكة، والتي تشكل العمود الفقري للإسلام السلمي، قد ألغيت أو، على الأقل، قد تكون منسوخة، ومن الآيات المتعلقة بالحرب التي ينبغي أن تسود الآن.
قد أخطأت الرسالة عندما قالت "الآية "لا إكراه في الدين" نزلت بعد فتح مكة ، فلا يستطيع أحد أن يقول بأنها منسوخة". ففي الحقيقة هذه الآية نزلت قبل فتح مكة في المدينة المنورة. وذالك عندما كان بعض المسلمين يريدون استعادة أبنائهم من عهدة اليهود على طردهم من المدينة وتحويلهم إلى الإسلام. فوفقا لهؤلاء العلماء المعتدلين، والذين يعرفون سبب نزول هذه الآية ، هذه الآية منسوخة. هل لدى الإسلام المعتدل أي ساق ليقف عليها؟
 كما جاء في تفسير ابن كثير "وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الآية في قوم من الأنصار ، وإن كان حكمها عاما .  وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كانت المرأة تكون مقلاتا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده ، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا : لا ندع أبناءنا فأنزل الله عز وجل : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )".
في النقطة السادسة عشر حول الحدود، قد جعلت الفتوى المعتدلة قاعدة عامة:
"الحدود واجبة في الشريعة الإسلامية لا محالة. لكن الحدود لا تطبق إلا بعد البيان، والإنذار والتحذير واستيفاء شروط الوجوب ، فلا تطبق في ظروف القسوة. فعلى سبيل المثال كان النبي صلى الله عليه وسلم قد درأ  الحدود في بعض الحالات. وعمر بن الخطاب رفع الحدود في عام المجاعة كما هو مشهور". وبعد قبول الفرضية الأساسية لقبيلة البغدادي تدين عملية تنفيذها في ما يسمى الدولة الإسلامية. وتقول: " وفي كل المذاهب الشرعية للحدود إجراءات واضحة ينبغي أن تنفذ بالرحمة وشروطها تجعل تطبيقها صعبا. والحدود تدرأ بالشبهات ، أي إذا وجد أي شك فلا يطبق الحد. ولا حدود لمن له حاجة أو فاقة أو كان فقيرا معدما" وهلم جرا. ولكن عندما قبل العلماء المعتدلون الفرضية الأساسية للحدود (العقوبة) على أساس القرن السابع من الأعراف القبلية العربية البدوية كونها "واجبة في الشريعة الإسلامية لا محالة" فما الفرق يبقى في الواقع بين الاعتدال والتطرف.
وفي النقطة العشرين يبدو أن العلماء المعتدلين يبررون هدم الأصنام والأوثان. إقرأ العبارة التالية من الرسالة المفتوحة:
"أما بالنسبة لقول أبي عمر البغدادي : "نرى وجوب هدم وإزالة كل مظاهر الشرك وتحريم وسائله لما روى مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ألا أنبئك على ما بعثني عليه صلى الله عليه وسلم: ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته))" ، فنقول : إن كان كلامكم صحيحا فهو لا يعني قبور الأنبياء والصحابة بدليل أن الصحابة أجمعوا على دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بنيان ملاصق للمسجد، وكذالك صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما."
والانطباع هو واضح أن العلماء المعتدلين لا يعارضون إلا تدمير "قبور الأنبياء أو الصحابة الكرام" ولا يعارضون الالتزام المفترض لتدمير وإزالة جميع مظاهر الشرك. وهذا ليس وسيلة جيدة للحفاظ على العلاقات بين الأديان في العالم المعاصر حيث تحترم جميع الدول المتحضرة الحقوق لبعضها البعض في ممارسة شعائرها الدينية بالطريقة التي يحبونها.
في النقطة ال22 من الرسالة المفتوحة بعنوان الخلافة، يتفق العلماء المعتدلون مرة أخرى مع المسألة الأساسية المتمثلة في زمرة البغدادي: "الخلافة أمر واجب على الأمة باتفاق. وقد افتقدت الأمة الخلافة بعد سقوطها عام 1924م". ثم يذهبون إلى انتقاد البغدادي لعدم وجود إجماع من المسلمين ويتهمون بالتحريض على الفتنة وغيرها في لغة قوية إلى حد ما. ولكن المشكلة تبقى حتى الآن. يتفق العلماء المعتدلون مع البغدادي على الفرضية الأساسية لما يسمى الأمر الواجب على الأمة أن تكون لها الخلافة. هذا أمر سخيف في هذا اليوم وهذا العصر. من الواضح أن مجموعة البغدادي والعلماء المعتدلين على قدم المساواة، وعلى ما يبدو أنهم يعيشون في السابع عشر للميلاد.
ولكن على قضية واحدة، يبرز البغدادي بوصفه أكثر إنسانية وتحضرا من هؤلاء العلماء المعتدلين، إذا كان ذلك ممكنا. في النقطة الثالثة والعشرين "الانتماء إلى الأوطان" تقول رسالة مفتوحة إلى البغدادي: "قلتم في خطبتكم: سوريا ليست للسوريين والعراق ليست للعراقيين (54) وفي نفس المقالة دعوتم المسلمين من جميع أنحاء العالم ليهاجروا إلى مناطق نفوذ "الدولة الإسلامية" في العراق والشام. فأنتم بهذا الإعلان أخذتم حقوق وخيرات هذه البلاد وزعمتموها على أناس غرباء ولو كانوا من نفس الدين ، تماما كما فعلت إسرائيل في طلب المستوطنين اليهود من خارج إسرائيل وأخذهم حقوق أهل فلسطين وأراضيهم وطردهم من أرضهم وأرض أجدادهم. فأين العدالة في هذا؟"
لا يصبح شيئا خاطئا فقط لأن إسرائيل تقوم بذلك. في الواقع تقوم إسرائيل بأشياء نافعة  ويتابعها المسلمون. في هذه الحالة، فإنه ليس إسرائيل فقط بل العالم المتحضر بأسره الذي يسهم "الحقوق والموارد" لبلدانه ويوزعها "بين الناس الذين غرباء لتلك الأراضي" ولكن هاجروا إما من حيث المهاجرين لأسباب اقتصادية أو طالبي اللجوء السياسي. في الواقع، حتى الطلاب يجدون تصاريح إقامة دائمة في بعض البلدان في أقل من سنتين، دون مساهمة أي شيء في الاقتصاد. ومن ناحية أخرى، في الدول العربية الوحشية، بما في ذلك أرض "الإسلام البروتستاني"، التي تسمى الآن المملكة العربية السعودية، حتى لو كنت تخدم البلاد لنصف قرن فلا يمكن أن تتوقع تحصل بقدر ما هو البطاقة الخضراء أو وضع الإقامة الدائمة وبعد ذلك، بالطبع، سوف يتم إخراجك إذا كنت عشت أكثر من حاجتهم. إذا كان البغدادي يعطي منصب الإقامة للذين يدعوهم إلى العمل أو القتال من أجله ، كان متحضرا، معتبرا بأنه هو الحاكم العربي، ولا حاكم عربي سواء كان إسلامويا أومعتدلا أو يساريا أو قوميا، يعرف بهذا النوع من السلوك المتحضر. فيدين العلماء المعتدلون البغدادي لذلك. على ما يبدو أنهم يدعمون الهمجية العربية في هذا الشأن.
هذا لا يعني أن الرسالة المفتوحة غير مجدية تماما أو بنتائج عكسية كليا. إنها لأمر جيد بقدر ما يذهب. فإنه ينتقد البغدادي وزمرته، وبشدة جدا، على الأقل، من أجل تنفيذه الخاطئ لمبادئ الشريعة الإسلامية، حتى لو كانت تتفق معه على الأساسيات في عدة مجالات. ولكن التوقع من الرسالة المفتوحة إلى وقف الدعم لما يسمى الدولة الإسلامية سيكون غير ذي جدوى.
وقد يوجد التطرف والتفوق في التاريخ الإسلامي، تقريبا من البداية. حارب المسلمون فيما بينهم وبشدة جدا حتى قبل جمع الأحاديث وبناء الشريعة التي يعتبرونها الآن إلهية. لم يجد المسلمون أي ترياق للآيات المتعلقة بالحرب والقتال في القرآن التي متوفرة الآن لأي شخص لديه إمكانية الوصول إلى الإنترنت. والاعتقاد أن جميع آيات القرآن الكريم تنطبق على المسلمين لجميع الأوقات دون الإشارة إلى سياقها لن تحل المشكلة. والاعتقاد أن الشريعة والحديث كليهما وحي لن يقدم الاجابة على الأسئلة من اليوم.
 يجب على المسلمين التخلي عن اللاهوت الذي يؤدي إلى العنف والتفوق والبحث عن لاهوت جديد، لاهوت متماسك للسلام والتعددية، بما يتفق من كافة النواحي مع التعاليم الأصلية للإسلام، ومناسبة للمجتمعات المعاصرة والمستقبلية.

0 comments: