Heritage Sites in Syria: Extremists are ravaging the history الآثار السورية.. نار الحرب تحرق التاريخ
وسام عبد الله
There are several goals behind the destruction of heritage sites and architectural structures. The destruction of Sufi shrines is justified from a religious perspective. The looting and selling of antiquities is justified to buy weapons, alongside the desire of antiquities dealers to sell the objects at auction. There is a clear methodology aimed at tearing down a civilization. We cannot overlook the fundamental idea of targeting the Syrian civilisation. Heritage is one of the basic rules that can be built upon to have a unified identity, upon which the idea of citizenship is built. By destroying the antiquities, this basis is undermined, and fear is sowed. The destruction and looting of the monasteries and churches is designed to intimidate the Christians. The displacement of Assyrians from their villages in Syria, along with the Mosul museum destruction, is a message stating that they no longer have a place there, be it in history or in the future. In the Dead Cities of Idlib, the ancient church columns at the Fasouq site were smashed and used in construction works, and the ancient monastery columns at al-Bara site were also smashed. The Harem Castle walls were damaged and excavation equipment was stolen. Most of these sites are included on the World Heritage List.
متحف في الهواء الطلق. بهذه الكلمات يمكن توصيف الحضارة السورية، فالمتاحف والمدن الأثرية تنتشر على كامل الأراضي السورية. ولكونها كذلك، فإنه مع تمدد النار على البشر والحجر، أصبحت الحضارة جزءًا من الحرب، من جهة المواقع الأثرية، والهوية السورية.
ويشير مصدر متابع لشؤون حماية التراث السورية، في حديث الى «السفير»، الى أن معظم التراث السوري كان له نصيبه من الحرب.
ويقول: «يمكننا تقسيم الخريطة السورية التي تعرضت مواقعها الأثرية للضرب إلى أربعة أقسام إدارية، وهو التقسيم المتبع من قبل التقارير الصادرة عن المديرية العامة للآثار والمتاحف، والأرقام المعتمدة في تقريرها الصادر أخيرا للربع الأخير لسنة 2014».
ويقدّر المصدر عدد المواقع المتضررة في المنطقة الشرقية، التي تشمل الحسكة والرقة ودير الزور، بحوالي 104 مواقع. ففي الرقة تعرض المتحف إلى أضرار في المبنى بسبب تعرضه لانفجار. وفي ريف الحسكة، قام أشخاص بعمليات حفر وتنقيب غير شرعية، كما حدث في تل الباردة وتل أبو حمزة وتل جلال وغيرها. وحصلت عمليات تنقيب سري في موقع «دورا اوروبس» في دير الزور، لكنها توقفت حاليا بعد تدمير شبه كامل لكل السويات الأثرية.
ويأخذنا خط السير نحو المنطقة الشمالية، التي تشمل حلب وإدلب، والتي يقدر عدد المواقع المتضررة فيها بحوالي 39 موقعاً اثرياً.
وفي حلب القديمة، تعرض سوق السويقة وجامع السلطانية إلى أضرار كبيرة. لكن الأضرار كانت اكبر في الآثار الموجودة في الريف، حيث قام السارقون بالتنقيب داخل قلعة سمعان، كما وقعت تفجيرات بين أشجار الزيتون المتواجدة داخل السور عند الباب الجنوبي الغربي، ودمر 20 ضريحاً بشكل كامل.
وفي موقع المدن المنسية في إدلب، تم تحطيم أعمدة الكنيسة الأثرية في موقع الفاسوق من اجل استخدامها في عمليات بناء، كما تم تحطيم أعمدة الدير الاثري في موقع البارة. وتعرضت جدران قلعة حارم إلى أضرار وتمت سرقة معدات التنقيب. يشار إلى أن معظم تلك المواقع مسجلة على قائمة التراث العالمي.
وفي ريف حمص، تعرضت تسعة مواقع أثرية في تدمر إلى السرقة، كما أصيبت بأضرار جسيمة جراء عمليات التنقيب واندلاع المعارك، وشملت تل الطيبة وقصر الحير الشرقي والمدافن الأثرية البيزنطية، والمدافن الغربية والشرقية، والشارع الطويل، ومتحف التقاليد الشعبية.
وفي نهاية خط المنطقة الجنوبية، تم تحديد 15 موقعا في ريف درعا، تم العبث بمحتوياتها، كقلعة تل شهاب وازرع وخربة كوكب.
ويشير المصدر إلى أن عملية تهديم الآثار السورية ليست نتيجة طبيعية للمعارك فقط، وإنما هناك منهجية واضحة لتدمير الحضارة، موضحا «في حلب تم استهداف المدينة القديمة، حيث حرق سوقها القديم الذي يعد من أهم المواقع الأثرية في العالم، كما تم تدمير أجزاء كبيرة من الجامع الأموي وسرقة مقتنيات المكتبة منه». وقد وصفت المديرية العامة للمتاحف السورية حال المواقع الأثرية «بالمناطق الثقافية المنكوبة».
وتدمير الحضارة السورية لا يكون فقط بتدمير المواقع الأثرية، فالسرقة هي جزء أساسي من عمل تجار الآثار خلال الحروب. ويوضح المصدر أن المجموعات المسلحة تتواصل مع مهربي التحف والقطع الأثرية خارج الحدود السورية، مشيرا إلى أن الجهات الرسمية تمكنت من مصادرة ثلاث قطع أثرية كانت سرقت من السرير الجنائزي في «مدفن طيبول»، بالاضافة الى 10 قطع أثرية تعود للفترة الإسلامية، في ادلب.
ويضيف: «تشير التقارير إلى أن معظم طرق التهريب هي باتجاه تركيا، حيث شوهدت قطع أثرية تباع في بلدات على الحدود السورية - التركية، لتمويل العمليات العسكرية للمجموعات المسلحة».
وتصاعدت عمليات السرقة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لتشارك الآثار السورية الإنسان في هجرته. وتم تسجيل سرقة قطع أثرية من حوالى 15 متحفاً، بينها تمثال «الإله أرامي» المصنوع من البرونز والمطلي بالذهب من متحف حماه، وقطعة حجرية رخامية من متحف أفاميا.
ويعتبر المصدر أن هناك رغبة لدى المتاحف الغربية، في ألمانيا وبريطانيا وأميركا، في اقتناء تلك القطع لوضعها في أقسام خاصة بالزمن اليوناني والروماني، علما أن العديد من القطع الأثرية السورية متواجد في مختلف المتاحف العالمية منذ ما قبل الأزمة، مثل متحف «والتر» للفنون في ميريلاند في أميركا حيث يحوي قطعاً أثرية من حماه.
ويعتبر المصدر أن لتدمير الآثار أهدافا مختلفة، موضحا: «يتم تبرير تدمير الأضرحة من منطلق ديني، وسرقة الآثار وبيعها بهدف شراء الأسلحة، ورغبة تجار الآثار في بيع القطع ضمن المزادات، كما توجد لدى المتاحف الغربية رغبة شديدة في اقتناء تلك الآثار ووضعها في أقسامها». ويضيف: «لا يمكننا بالتأكيد التغاضي عن فكرة أساسية، وهي استهداف الهوية السورية، فالتراث يشكل إحدى القواعد الأساسية التي يمكن البناء عليها لهوية موحدة والانطلاق منها لفكرة المواطنة. إن تدمير الآثار عبارة عن عملية هدم لهذا الأساس، بالإضافة إلى زرع الخوف، فحين تتم سرقة وتدمير الأديرة والكنائس فالهدف هو ترهيب المسيحيين، وحين يتم تهجير الآشوريين من قراهم في سوريا وتدمير المتحف في الموصل فالأمر رسالة تفيد انه لم يعد لهم مكان، لا في التاريخ ولا المستقبل».
يشار إلى أن الحكومة السورية تحاول وقف عملية السرقة وحماية المواقع الأثرية، بالإضافة إلى استرجاع المسروقات، من خلال العمل على تفعيل القوانين الدولية المعنية بمجال حماية التراث والآثار في العالم.
Source: http://assafir.com/Article/1/405315
0 comments:
Post a Comment