Ziaur Rahman, New Age Islam
31 يناير عام 2015
هناك جدل لا ينتهي في الأدب اللاهوتي الإسلامي على ما إذا كان أو لم يكن القرآن يدعم التصوف أو الصوفية. ويقول العديد من العلماء الوهابيين المتشددين إن القرآن الكريم لا يدعم الصوفية. في الواقع، أنهم يعتقدون أن التصوف يتعارض مع القرآن.
وذهب الدكتور إقبال إلى حد في القول إن الصوفية قطيعة من الأغنام التي ليس لها أي حياة أو روح و هي حفنة من المتشائمين محصورة في غرفهم ولا يذكرون سوى الله سبحانه وتعالى وصفاته المباركة.
ومع ذلك، هناك مجموعة أخرى من العلماء المسلمين الذين يعتقدون أن التصوف هو التعبير المشروع عن الإسلام ويدعمه القرآن. والشيخ محي الدين ابن العربي والشيخ أحمد السرهندي هما عالمي الإسلام البارزين الذين يعتقدان أن الصوفية من الإسلام، على الرغم من أنهما ينتميان إلى نظريتين للصوفية ، وحدة الوجود ووحدة الشهود. ومع ذالك، من دون مناقشة هاتين النظريتين، نجد بعض الآيات البسيطة وسهلة الفهم في القرآن التي تدعم بوضوح الصوفية أو على الأقل الممارسات التي تأتي في إطار فئة من الصوفية.
" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا" (18:28)
هذه الآية تطلب بوضوح من الناس أن يصبروا ويتسامحوا مع الذين يذكرون ربهم بالغداة والعشي ويريدون وجهه. كما تطلب الآية منهم "ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا". فطلب منهم أن يكونوا معهم (الصوفية الكرام).
فممارسة الانغماس في ذكر الله تعالى بالغداة والعشي هي من الصوفية الذين لا يسعون وسائل الراحة والثروة ولكن رغبتهم الوحيدة هي الحصول على مرضات الله. ويسعى الصوفية الكرام تحقيق حقيقة وجود الله أو أن يكونوا مع الله عن طريق التأمل العميق في ذكره. ثانيا، ينصح الناس أن يكونوا متسامحين معهم ويسعوا للصحبة مع هؤلاء المتقين والعباد الصالحين. فمن الأفضل أن يكون الناس مع مثل هؤلاء الأتقياء من أن يكونوا يسعون لرفاهية الحياة الدنيا.
"وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ" (20-21:19)
هذه الآية تتحدث عن أولئك الناس الذين لا يعصون أو لا يتمردون ضد الله تعالى، بل إنما يعبدون الله تعالى بالغداة والعشي من دون كلل أو ملل. فالصوفية الكرام يذكرون اسم الله تعالى بشكل مستمر ولا يظهرون أي علامة التعب.
هذه الآية أيضا عن الصوفية الذين ليس لهم أي مرفق دنيوي ، فهدفهم الوحيد في الحياة ليس سوى ابتغاء مرضات الله تعالى بطاعة ربهم وبذكر إسمه دون كلل أو ملل.
" وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا" (73:8)
هذه الآية أيضا تقول للناس أن يذكروا اسم ربهم بشكل مستمر مع الإخلاص الكامل ، مبتعدين عن كل انتماء دنيوي. فلا يمتلك هذه النوعية إلا الصوفية الكرام.
" وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا" (76:25)
" لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا" (48:9)
كما تأمرنا الآيتان المذكورتان أعلاه بذكر اسم الله، بكرة وأصيلا. وهذا هو أيضا ممارسة الصوفية وهم يذكرون اسم الله تعالى باستمرار، إضافة إلى إقامة الصلوات خلال النهار والليل.
وقد لا تعني كلمة بكرة وأصيل مرتين فحسب لأنه هناك بعض الآيات في القرآن التي تطلب بوضوح من المؤمنين أن يذكروا الله بشكل مستمر، فلا ينبغي أن يكونوا غافلين عن ذكر الله ولو للحظة. وبالإضافة إلى ذالك، والناس الذين ينسون ذكر الله ولو للحظة هم يحذرون من شر الشيطان الذي يدخل في قلوبهم.
وذكر الله في الآيات المذكورة أعلاه لا يعني بالضرورة فقط الذكر الروتيني بل إنما يعني الذكر مع التقوى والخلاص الكامل كل لحظة مستيقظة.
وبالتالي، فإنه يمكن الاستنتاج من دراسة هذه الآيات المذكورة على أن القرآن لا يتعارض مع الصوفية كما أنها ليست سوى جزء من التعاليم الروحية من القرآن الكريم. وينصح المسلمون أن يكونوا مع الصوفية الكرام ويصبروا ويتسامحوا معهم بدلا من السعي للحياة الدنيا ورفاهيتها.
URL for English article: http://www.newageislam.com/islam-and-spiritualism/new-age-islam-edit-desk/qur-anic-teachings---1--quran-and-mysticism/sufism/d/101263
URL for this article:
0 comments:
Post a Comment