Pages

Friday, September 4, 2015

Abolition of Blood Vendetta: Chapter 39, Essential Message of Islam إلغاء ثأر الدم: الفصل التاسع والثلاثون من كتاب الرسالة الأساسية للإسلام




محمد يونس و أشفاق الله سعيد
(نشر حصريا على موقع نيو إيج إسلام بإذن المؤلفين والناشرين)
ترجمه من الإنجليزية: نيو إيج إسلام
3 سبتمبر عام2015
إن القبائل باختلافها في الجزيرة العربية ما قبل الإسلام كانت مجتمعات مستقلة يرأسها رئيس وتحكمها تقاليدها. وفي غياب أي دولة مركزية أو محكمة الاستئناف كان يتم تسوية المظالم والمنافسات في ما بين القبائل من قبل الأعراف القبلية التي سمحت بالقصاص. وبالتالي فإن الثأر كان عاديا لكل قبيلة حتى إذا قتلت قبيلة أخرى أي عضو من الأعضاء دون قصد ، وذالك من خلال قتل عضو للقبيلة الأخرى. وفي الوقت نفسه فإن ندرة الموارد والحقائق القاسية لحياة الصحراء كانت تؤدي إلى إشعال العنف حتى في الأمور التافهة مثل رعى الجمل لما في حقل جار أو أكله للماء في نهر شخص آخر، فإن مثل ذالك كان يفضي إلى القتل عمدا وإقامة سلسلة من أعمال القتال الانتقامي. ونتيجة لذالك، معظم القبائل كانت تنشغل في ثأر الدم الذي غالبا ما استمر على مدى أجيال. عندما نزل القرآن الكريم أصلح ذالك لجميع الأوقات.          
إن القرآن يبدأ بالنهي العام لقتل أي إنسان، بغض النظر عن القبيلة أو العقيدة، إلا إذا لم يكن هناك مسار بديل من العمل وكان القتل مبررا وشرعيا تماما (6:151، 25:68 / الفصل 19.1، 17:33).
(وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا) (17:33)
ومع تقدم الوحي، نهى القرآن عن استمرار ثأر الدم بين المتحولين. وبما أن القضاء على العبودية كان أيضا بين أجندات رئيسية للقرآن الكريم، فإنه أوجب إطلاق سراح رقبة مؤمنة، ودفع التعويضات فداء لأي قتل خطأ للمؤمن ويحرم قتل أي مؤمن (4:92 ، 4:93).
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (4:92)
(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (4:93)
39 . 1 . قانون التعويض عن خسائر النفوس
في مرحلته التشريعية الأخيرة، فإن القرآن ينص قانون التعويض عن القتلى، الذي يغطي عمليا جميع الحالات المحتملة لفقدان الحياة، من القتل الهدفي إلى القتل غير المقصود ويوفر وسيلة للخروج من ثأر الدم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (2:178)
(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (2:179)
هذا المقطع يشمل أربعة نصوص مختلفة:
• يبدأ ببيان توضيحي يشير إلى العرف السائد من الانتقام العادل لخسائر النفوس.
• ويلي ذلك شرط المغفرة الاختياري في القصاص (كما ذكر في الآية المذكورة أعلاه)، والذي من جهة يسأل عائلة الضحية أن يكون متسامحا و، من جهة أخرى، يأمر المجرم بتقديم تعويضات سخية لعائلة الضحية بإحسان.
• يوصف الإحسان كإمتياز والرحمة من الله، وليس كمعروف من قبل الجاني.
• وتم التنبيه على المخالفين من العقاب الشديد إذا فشلوا في القيام بكل ذالك.
وأخيرا، قد ثبتت صحة منطق هذا الأمر الإلهي كوسيلة لتوفير الأمن للحياة. وبالتالي، فإن جوهر المقطع المذكور أعلاه يكمن في بند اختياري للمغفرة في القصاص، فقد تعفو عائلة الضحية أو لا تعفو عن المجرم تبعا لظرف القتل.
ويستند القانون القرآني على مبدأ العدالة الدولية. يحمي حقوق أسرة الضحية، ويغطي مختلف الظروف التي تؤدي إلى خسائر النفوس. وبالتالي، إذا كان ذالك حالة القتل الخطأ، فإنه يجب على عائلة الضحية ممارسة العفو بدلا من التعويض المناسب. ولكن، إذا كان القتل العمد، فإن عائلة الضحية قد تصر على عقوبة الإعدام للقاتل، في حين أن هيئة المحلفين قد تقرر على العقوبة المناسبة تبعا لخطورة المخالفة.
قد أدى قانون القرآن إلى وضع حد لثأر الدم الذي كان يمارس على نطاق واسع في الجزيرة العربية ما قبل الاسلام. وقد تم استيعاب مبادئه في قانون عصري للعدالة في شكله النقي كما حللناه أعلاه، فإنه ينطبق عالميا لجميع الحالات من خسائر النفوس الناجمة عن وكالة الإنسان - من القتل المقصود إلى القتل الخطأ، ويقدم أفضل صفقة لأصحاب الضحايا - وخاصة إذا كانوا فقراء.
محمد يونس : متخرج في الهندسة الكيماوية من المعهد الهندي للتكنولوجيا (آئي آئي تي) وكان مسؤولا تنفيذيا لشركة سابقا، وهو لا يزال يشتغل بالدراسة المستفیضة للقرآن الکریم منذ أوائل التسعینات مع الترکیز الخاص علٰی رسالتھ الأصیلة الحقیقیة۔ وقد قام بھذا العمل بالاشتراک و حصل علٰی الإعجاب الکثیروالتقدیر والموافقة من الأ زھر الشریف، القاھرہ، في عام 2002م وکذالک حصل علی التائید والتوثیق من قبل الدکتور خالد أبو الفضل (يو سي آي اي) وقامت بطبعه مکتبة آمنة، ماری لیند، الولایات المتحدة الأمریکیة، عام 2009م)

0 comments: